Header Ads

Header ADS

تقبيل الإبهامين عند سماع إسم النبي -صلى الله عليه وسلم-



الاستفتاء
أيها العلماء الكرام والفقهاء العظام! ما قولكم؟ أن زيدا قال : لايجوز تقبيل الإبهامين عند سماع إسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأذان والإقامة أو فيما يذكر إسمه في البيان، ولاأصل له في الشرع . وما ورد فيه من الحديث موضوع. وقال عمرو : يجوز ذالك بل مستحب، وله أصل في الشريعة . فما هو الحق؟ بينوا بالجواب تؤجروا من الله تعالى جزيل الثواب.
الجواب فالله الموفق لصحة الإجابة 
أقول متوكلا على الله ذي الجلال ومتوسلا على حبيبه سيد الأكوان المبعوث إلى الخلق بالشرع التام، أن تقبيل الإبهامين عند سماع إسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأذان والإقامة أو فيما يذكر إسمه في البيان، ووضعها على العينين جائز،بل مستحب عند علماء الأمة، كما تشهد دلائل كثيرة فمنها ما قاله  الإمام القاضي عياض –رحمة الله عليه- واعلم أن حرمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته توقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته، وذالك عند ذكره وذكر حديثه وسنته وسماع إسمه وسيرته -صلى الله عليه وسلم- .(الشفاء،جـ-2)
فتقبيل الإبهامين عند سماع إسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأذان والإقامة أو فيما يذكر إسمه نوع من التعظيم، وهي مستحبة وفيه فوائد كثيرة، وهي سنة آدم –عليه السلام- وسنة أبي بكر –رضي الله عنه-  كما جاء في تفسير روح البيان -" وفي قصص الأنبياء –عليهم السلام- وغيرها أن آدم –عليه السلام- اشتاق إلى لقاء محمد -صلى الله عليه وسلم-  حين كان في الجنة، فأوحى الله تعالى إليه هو من صلبك ويظهر في آخر الزمان، فسأل لقاء محمد -صلى الله عليه وسلم-  ،فجعل الله النور المحمدي -صلى الله عليه وسلم-  في يده اليمنى، فسبح ذالك النور فلذالك سميت ذالك الاصبع مسبحة كما في الروض الفائق وأظهر الله جمال حبيبه في صفاء ظفرى إبهاميه مثل المِراة فقبل آدم –عليه السلام- ظفرى إبهاميه ومسح على عينيه فصار أصلا لذريته". (تفسير روح البيان جـ-3،صـ:15، جاء الحق،جـ-1،صـ :389،مقام نبوت،صـ :248)

وفي تفسير روح البيان-  "ذات يوم أذن سيدنا بلال -رضى الله عنه- ووصل إلى قوله أشهد أن محمدا رسول الله، فقبل أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- إبهاميه ثم جعلها على عينيه وقال قرة عيني بك يارسول الله، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ياأبا بكر! من فعل مثل ما فعلت غفر الله ذنوبه ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ثم قال-صلى الله عليه وسلم-
من سمع إسمي في الأذان فقبل ظفرى إبهاميه ومسح على عينيه لم يعم أبدا"-( تفسير روح البيان جـ_3،صـ: 150، جاء الحق،جـ-1،صـ :389،مقام نبوت،صـ :247)
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-  "أنه قال من سمع إسمي في الأذان ووضع إبهاميه على عينيه فأنا طالبه في صفوف القيامة وقائده إلى الجنة". ( جاء الحق،جـ-1،صـ : 376،  نقلا عن صلاة المسعودي)
وقال الإمام السخاوي-رحمة الله عليه- " ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق-رضى الله عنه- أنه لما سمع قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله، قال هذا وقبل باطن الأنملتين السبابتين ومسح على عينيه فقال -صلى الله عليه وسلم-  من فعل مثل ما فعل خليلي  فقد حلت له شفاعتي".( جاء الحق،جـ-1،صـ :378، نقلا عن مقاصد الحسنة في الأحاديث الدائرة على الألسنة)  
وعن الإمام حسن-رضى الله عنه- أنه قال: "من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم-  ويقبل اإبهاميه ويجعلها على عينيه لم يعم ولم يرمد".(مقاصد الحسنة في الأحاديث الدائرة على الألسنة،صـ : 384)
و في مراقي الفلاح - بعد ذكر حديث أبي بكر الصديق-رصى الله عنه- "وكذا روي عن الخضر-عليه السلام- بمثله يعمل في الفضائل". (مراقي الفلاح،صـ :111)
وفي تفسير روح البيان- كان في عهد موسى-عليه السلام- رجل الذي كان يشغل في معصية الله منذ 200 سنة، فلما مات دفنه بنو إسرائيل بغير جنازة فأوحى الله إلى موسى-عليه السلام- أن أخرجه وصل عليه، فقال موسى-عليه السلام- اللهم قد شهدوا أنه كان يشغل في معصيتك منذ 200 سنة، فقال الله –عزوجل- هذا أصح ولكن كلما نشر التوراة ونظر إلى إسم محمد-صلى الله عليه وسلم-  قبله وضع على

عينيه وصلى عليه فشكرت ذالك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبعين حورا".( تفسير روح البيان، جـ-3،صـ :15،حلية الأولياء لأبي نعيم،جـ-4،صـ :42، السيرة الحلوية،جـ-1،صـ :80، مقام نبوت صـ :243)
وقال العلامة أمين بن العابدين الشامي –رحمةالله عليه- "يستحب أن يقال عند سماع الأولى من الشهادة صلى الله عليك يارسول الله وعند الثانية منها قرة عيني بك يا رسول الله ثم يقول اللهم متعني بالسمع والبصر بعد وضع ظفرى الإبهامين على العينين فإنه -صلى الله عليه وسلم-  يكون قائدا له إلى الجنة"- (فتاوى الشامي،جـ-1،باب الأذان، در المختار،جـ-1، صـ : 293، كنز العباد،حاشية تفسير الجلالين،صـ : 357)
وكذا في كنز العباد، ونحوه في الفتاوى الصوفية، وفي كتاب الفردوس "من قبل ظفرى إبهاميه عند سماع أشهد أن محمدا رسول الله في الأذان أنا قائده ومدخله في صفوف الجنة وتمامه في حواشي البحر للرملي"-( جاء الحق،جـ-1،صـ : 377)
 وفي شرح النقاية –"واعلم أنه يستحب أن يقال عند سماع الأولى من الشهادة صلى الله عليك يارسول الله وعند الثانية منها قرة عيني بك يارسول الله بعد وضع ظفرى الإبهامين على العينين فإنه -صلى الله عليه وسلم-  يكون قائدا له إلى الجنة" كذا في جاء الحق، جـ-1،صـ : 379.
وقال العلامة جمال ابن عبد الله بن عمر المكي -قدس سره- في فتاوئه- "تقبيل الإبهامين ووضعهما على العينين عند ذكر إسمه –صلى الله عليه وسلم-في الأذان جائز بل مستحب، صرح به مشئخنا"-(منير العينين في تقبيل الإبهامين، جاء الحق،جـ-1،صـ :379)
أما قول زيد-" وما ورد فيه من الحديث موضوع" فليس بصحيح، بل هو على الخطأ لأن المحديثين العظام ماقال أحد منهم بذالك، ولو قال بعض منهم "لم يصح" أو "كل ما يروى في هذا فلايصح" فلايراد به أن هذا الحديث موضوع، بل معناه هذا الحديث ليس بدرجة  الصحيح أو بصحيح مرفوع. فلذا قال ملا علي القاري -رحمة الله عليه-بعد ذكر ذالك العبارة المنقولة-"إذا ثبت رقعه إلى الصديق -رضى الله عنه- فيكفي للعمل به لقوله –صلى الله عليه وسلم- عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"- (موضوعات كبير، جاء الحق، جـ-1،صـ :382).  فيمكن أن يكون حديث موقوف صحيح أو حسن لذاته أو لغيره أو ضعيف، فإن كان ضعيفا وورد بأسانيد فصار حسنا- هكذا في أصول الحديث وأصول الفقه، حيث قال ابن العابدين

الشامي "أي يقوي بعضها بعضا فاارتقى إلى مرتبة الحسن"-(در المختار،جـ-1،باب مستحبات الوضوء، جاء الحق، جـ-1،صـ :382)، وقال في باب الأذان –"على 1نه في فضائل الأعمال يجوز العمل بالحديث الضعيف كما مر في أول كتاب الطهارة"-(در المختار،جـ-1،باب الأذان،جاء الحق،جـ-1،صـ :383). وأن المحدثين إتفقوا على أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في الترغيب والترهيب.(تفسير روح البيان، جاء الحق، جـ-1،صـ :377)
فعلم من البيان أن تقبيل الإبهامين عند سماع إسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأذان والإقامة أو فيما يذكر إسمه مستحب، واتفق عليه أئمة المذاهب الأربعة، وهي مظهرة لتعظيم النبي الأمين الرؤوف الرحيم –صلى الله عليه وسلم-ومحبته، وتعظيم الرسول هو عين الإيمان،حيث فقال الله تعالى عزوجل : ﴿ إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله و تعزروه و توقروه و تسبحه بكرة وأصيلا [سورة الفتح : 8-9]  وفي أية قال تعالى: ﴿فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولائك هم المفلحون﴾..[سورة الأعراف:157]
 وفيه فوائد كثيرة منها- من يعمل على هذا لم يرمد أبدا ولم يعم –إن شاءالله- وحلت له شفاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، ويطلبه في صفوف القيامة وقائده إلى الجنة وغير ذالك. وهي م فلايقال إن هذا لايجوز وبدعة حتى لايوجد دليل صريح مانع عنه، إذ ورد في الحديث الشريف-"ما راه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن". وقال النبي الأمين- صلى الله عليه وسلم- لاتجتمع أمتي على الضلالة- والله ورسوله أعلم بالصدق والصواب وعليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله على النبي المختار وآله وصحبه وبارك وسلم.



কোন মন্তব্য নেই

ওসমান রাদ্বিয়াল্লাহু আনহুর মর্যাদা

জন্ম পরিচিতি: হজরত ওসমান গণী রাদ্বিয়াল্লাহু আনহু ছিলেন তৃতীয় খলীফা, হুজুর সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লামার জামাতা, পয়ত্রিশ মতান্তরে ছত্রি...

Blogger দ্বারা পরিচালিত.